في حين أن الصحة الجيدة قد تصنع أو لا تصنع قائداً جيداً إلا أنها تساهم لا محالة في تحسين وظائف الدماغ، و استمرارية إنتاج الطاقة وصنع المرونة الجسدية. وهذه الخصائص من المهم توافرها في القادة، ولكن السلوكيات التي تساهم في اكتساب هذه الخصائص لا تحظى غالباً بكثير من الاهتمام.

لا شك أن جميع الناس يرغبون في التمتع بصحة جيدة، ولكن لأجل الحصول عليها فلا بد من تضمين بعض السلوكيات والعادات الصحية في الممارسات اليومية، وهنالك أربعة ركائز أساسية للصحة الجيدة وهي تناول أطعمة غنية غذائياُ ومعززة للصحة لأنها تساهم في تغذية الدماغ، والحصول على قدر كافي من النوم فعندما تكون متعباً أثناء العمل فسوف يؤثر ذلك على قدرتك على اتخاذ القرار، والاشتراك دورياً في تمارين بدنية، وأخيراً تجنب تحول الضغوطات إلى إجهاد وتوتر، ومن المهم المحافظة على هذه الأمور كلها لأنها مرتبطة ببعضها، وتعمل تآزرياً في دعم الصحة، فعلى سبيل المثال من المعلوم أن الحرمان من النوم يؤثر على وظائف الدماغ ويقلل الإنتاجية، ولكن له تأثير سلبي أيضاً على الأكل والتمرين بشكل جيد. إن عدم النوم بشكل كافي يؤثر على الميكانيكية الداخلية للشبع حيث يرتفع هرمون الجريلين وهو الهرمون المسؤول عن زيادة الشهية، بينما ينخفض هرمون الليبتين وهو الهرمون المسؤول عن خفض الشهية، وهذا يساهم في احتمالية تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة والوجبات السريعة، وبالمثل فإن تناول الوجبات ذات السعرات الحرارية العالية والفقيرة غذائياً يضر بالنوم.

إن الحرمان المزمن من النوم يعيق أيضاً من القدرة على ممارسة التمارين البدنية ويجعلها تبدو أصعب أي أنه يزيد من الجهد المبذول لممارسة التمارين، وبسبب قلة الطاقة المتوفرة قد يفضل الشخص عدم ممارسة النشاط البدني بتاتاً.

قلة النوم، والعادات الغذائية الخاطئة وعدم ممارسة التمارين بانتظام جميعها تؤدي إلى عدم القدرة على إدارة الضغوط بشكل جيد، وبالتالي إلى زيادة فرصة تحول الضغوط المتراكمة إلى إجهاد وتوتر وما يصاحب ذلك من صعوبة الأكل والنوم والتمرين بشكل جيد. إن الانخراط في هذه الدورة السلبية السيئة لفترة طويلة من الزمن يؤدي للعديد من المشاكل مثل ضعف القدرة على التحمل، زيادة الوزن، ارتفاع ضغط الدم، زيادة احتمالية الأمراض، انخفاض في الأداء الإدراكي، آلام في المفاصل، إرهاق. وينخفض الأداء الوظيفي كذلك إضافة إلى زيادة خطورة حدوث بعض الأمراض مثل السكري، وأمراض القلب، والأمراض العقلية والسكتات الدماغية.

إن التركيز على جانب واحد من هذه الأمور الثلاثة وهي النوم، والطعام، والتمرين يؤدي غالباً إلى تحسن في الأمور الأخرى للصحة والقيادة. فمثلاً إن الحصول على تمارين يومية صباحية بانتظام من شأنه أن يساهم في الضبط الإيجابي لعادات النوم، والاستيقاظ صباحاً أبكر من المعتاد من أجل ممارسة التمارين الرياضية يساعد في النوم مبكراً في المساء.

النوم مبكراً يعزز الاستفادة من تصاعد الميلاتونين عند الساعة العاشرة مساء، كما أن التمارين الرياضية في الصباح لها تأثير إيجابي أكبر على النوم مقارنة بالتمارين في وقت الظهيرة أو المساء، وحينما تتم ممارسة هذه التمارين في الخارج فإنها تشجع أيضاً على التعرض لضوء النهار في الصباح الباكر وهو عامل آخر يساعد كذلك في زيادة اليقظة أثناء اليوم ويساعد أيضاً في الحصول على نوم أفضل.

ولذلك فإننا نشجع القادة دائماً على تطبيق مقولة "اربح صباحك تربح يومك".