تزايد انتشار السمنة حول العالم بشكل هائل في الآونة الأخيرة، وترتبط السمنة بالعديد من الأمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، وأمراض الأوعية الدموية واضطرابات النوم، كما ترتبط السمنة أيضاً ببعض أنواع السرطانات، ومن جانب آخر للسمنة علاقة ببعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب وضعف الثقة بالنفس.

وفي الواقع فإن التدخلات الطبية التي تستهدف علاج السمنة محدودة جداً، وتقتصر في مجملها على تغيير نمط الحياة إلى أسلوب حياة صحي وقوي، مما يؤدي إلى حدوث إحباط عند المصابين بالسمنة، وتدفعهم خيبة الأمل إلى اللجوء إلى تدخلات غذائية حادة لفقدان الوزن بشكل سريع. ويعد نمط غذاء الكيتون (الكيتو دايت) أحد هذه الطرق، وقد اكتسب هذا النظام شعبية كبيرة في الآونة الأخيرة، فما هو الكيتو دايت؟

يتسم الكيتو دايت بتقليل استهلاك الكربوهيدرات بشكل كبير جداً (غالباً أقل من 50 غم يومياً) وارتفاعاً نسبياً في حصص البروتينات والدهون، عادةً يتم تناول نسب عالية جداً من الدهون لأنه من الصعب زيادة حصص البروتين عن الحد الطبيعي.

 

أنواع الكيتو دايت:

- الكيتو دايت المعياري: يشمل استهلاك مستويات منخفضة جداً من الكربوهيدرات، ومستويات متوسطة من الدهون والبروتينات (70% دهون، 20% بروتينات، 10% كربوهيدرات).

- الكيتو دايت الدوراني: يشمل هذا النظام فترات استهلاك عالي للكربوهيدرات تتخلل دورات الكيتو دايت. على سبيل المثال دورة مكونة من خمسة أيام من الكيتو دايت يتبعها يومان من غذاء عالي بالكربوهيدرات.

- الكيتو دايت المستهدف: يسمح هذا النظام بإضافة المزيد من الكربوهيدرات أثناء فترات النشاط البدني المكثف.

- الكيتو دايت الغني بالبروتين: يشمل هذا النظام مستويات أعلى من البروتينات، ونسبة دهون تقارب 60%، وما يقارب 35% من البروتينات، و5% من الكربوهيدرات، وكما هو واضح فإن نسبة الدهون عالية جداً في هذا النوع من الكيتو دايت.

تم اتباع نظامي الكيتو دايت المعياري، والكيتو دايت الغني بالبروتين بشكل كبير من قبل الناس، أما الكيتو دايت الدوراني والكيتو دايت المستهدف فهما إضافتان جديدتان، ويستخدمان حصرياً من قبل الرياضين وباني الأجسام.

 

الحقائق الفسيولوجية للكيتو دايت:

بعد عدة أيام من الانخفاض الحاد في مستوى استهلاك الكربوهيدرات في الجسم يصبح مخزون الجلوكوز غير كافي، فيُجبَر الجهاز العصبي المركزي على إيجاد مصدر بديل للطاقة، وهذا المصدر البديل هو الكيتون، يتم إنتاج الأجسام الكيتونية في الكبد عن طريق تكسير الدهون.

 

:فوائد الكيتو دايت

تم تطوير نظام الكيتو دايت في بادئ الأمر لعلاج مرض الصرع في عام 1924، ولكن تم اكتشاف العديد من الفوائد الأخرى لهذا النظام لاحقاً، ومن ضمن تلك الفوائد فقدان الوزن والتحكم في داء السكري من النوع الثاني. إن استخدام نظام الكيتو دايت من أجل فقدان الوزن قد اكتسب شعبية كبيرة مؤخراً في الآونة الأخيرة، ولكنه أثار الكثير من الجدل أيضاً.

 

افترض بعض الباحثون عدم وجود فوائد مرتبطة بعمليات الأيض عند تقليل استهلاك الكربوهيدرات، وأن فقدان الوزن الحاصل هو بسبب قلة استهلاك السعرات الحرارية فحسب، وقد يُعزى ذلك إلى زيادة تأثير الشبع بالبروتين. على كل حال فإن غالبية الدراسات التي لا تُعنَى بدراسة نظام غذائي محدد أوضحت أن الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً فقيراً بالكربوهيدرات قد فقدوا وزناً أكثر خلال الثلاث إلى ست أشهر الأولى مقارنة بأولئك الذين اتبعوا نظاماً غذائياً أكثر توازناً.

إلى جانب التأثير الإيجابي لفقدان الوزن أوضحت الدراسات أن أنظمة الكيتو دايت الفقيرة بالكربوهيدرات تقلل بشكل كبير من مستويات الدهون الثلاثية، كما ذكرت انخفاضاً في مستوى الكوليسترول الكلي، وارتفاعاً في الكوليسترول الجيد (البروتين الدهني مرتفع الكثافة).

 

ثبت أيضاً أن نظام الكيتو دايت المنخفض بالكربوهيدرات ذو فوائد جمة في التحكم بمستوى السكر في الدم. هنالك العديد أيضاً من التأثيرات المفيدة على السرطان وبعض أمراض الجهاز العصبي مثل مرض الزهايمر والصرع.

من جهة أخرى فهنالك أيضاً العديد من التأثيرات الجانبية لأنظمة الكيتو دايت مثل التشجنات العضلية، التنفس الرديء، التغيرات في حركة الأمعاء، انفلونزا الكيتو، وفقدان الطاقة. لذلك فإنه من الضرورة مراقبة الأشخاص الذين يتبعون أنظمة الكيتو دايت مرة أو مرتين شهرياً من ناحية مستوى السكر في الدم، الكيتونات القلبية وغيرها من المؤشرات.